صحيفة تهامة القنفذة | اونلاين ..
مقالات مشابهة
أحمد عبده الدرهمي:
ارتبط شهر رمضان في أذهان الغالبية العظمى بالسهر ليلاً والنوم نهاراً، وبات هذا النمط هو السائد في مجتمعنا ..
ولا شك أن هذه العادة السلبية ( السهر ) لها أثر كبير على الشخص البالغ فما بالك بالطفل ؟!
لقد أظهرت الأبحاث أن الطلبة الذين لا يحصلون على نوم كاف أثناء الليل يكون أداؤهم الأكاديمي أقل من الطلبة الذين ينامون لساعاتٍ كافية، كما أن قلة النوم تؤثر تأثيراً سلبياً على قدرة الطالب على التركيز، وتضعف الذاكرة قصيرة المدى، مما يؤثر على قدرة الطالب على التحصيل العلمي والاستنتاج والتفكير وربط الأسباب والمقدمات بالنتائج..
يتفق الجميع على أن التغيير لهذه العادة بات ضرورياً، ولكن كم نحتاج من الوقت لتغيير عادة صارت مألوفة في معظم المجتمع ؟!
أليس هذا السبب كافياً لأن تكون الدراسة عن بعد في شهر رمضان ؟!
كيف يكون تحصيل طالب يحضر وهو لم يأخذ كفايته من النوم، وغير قادر على التركيز والاستيقاظ بوعي ومزاج جيد ؟!
وكيف يكون أداء معلم يخرج صباحاً ويعود عصراً يقطع مسافة القصر كل يوم ذهاباً وإياباً ؟!
لقد كانت الدراسة (عن بُعد) حلاً بديلاً ومناسباً لاستمرار عملية التعليم والتعلم في فترة ( جائحة كورونا ) عبر “منصة مدرستي ” المشروع الوطني المهم الذي سُخرت له جهود مادية وبشرية كبيرة لإنجاحه، وقد تفاوت المجتمع في تقييم هذا المشروع وهذه التجربة، ولكن وزارة التعليم أكدت نجاحه، وأشادت به وأبرزت ميزاته العديدة، واليوم نلاحظ أن الدراسة مستمرة
(عن بعد) وأصبحت حلًّا سريعًا تحت أي ظرف أو طارئٍ حتى
ولو كان هذا الظرف بسبب تنبيهات واردة بتوقع هطول أمطار..
ليس غريباً أن يكثُر النقاش حول موضوع الدراسة في رمضان وخاصة في هذه الأيام مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، ولكن الأغرب والأعجب أن يخرج ذاك الخبير التربوي الذي كان يشيد بالمنصة ونجاحها بالأمس واليوم معدداً لسلبياتها ومطالباً باستمرار الدراسة الحضورية في رمضان ؟!
وختاماً ما دامت المنصة قد تخطت الصعوبات وأدت الغرض المطلوب منها على مدى عامين دراسيين أليست قادرة الآن على أن تؤدي المطلوب في أقل من شهر ؟!
